ما سر قوة المسلمين؟
سألوا أنفسهم هذا السؤال عقب كل معركة انهزموا فيها أمام المسلمين . كيف ينتصر المسلمون و هم قلة العدد و العدة على من هم أكثر عدة و عتاد؟؟
و كان أول من طرح هذا السؤال هو هرقل قيصر الروم ( النصارى) الذي أذهلته الهزائم المتوالية لجيوشه على يد المسلمين، فجمع قواده و راح يؤنبهم و يسألهم : من هؤلاء الذين تقاتلون؟ أليسوا بشراً مثلكم؟؟ فوقف قائد الجيوش الرومانية و قال له:
"إنهم بشر و لكنهم ليسوا كالبشر، إنهم رهبان بالليل فرسان بالنهار، إنهم يصلون و يصومون، و لا يشربون الخمر ، و لا يزنون و لو سرق إبن ملكهم لقطعوا يده . و ما منهم من أحد إلا و يتمنى أن يموت قبل أخيه....." . فقال هرقل : والله إن كانوا كما تقول ليملكن موضع قدمي هاتين. و كان المسلمون كما قال قائد القوات فملكوا موضع قدمي هرقل، و خرج من بلاد العرب و هو يردد عبارته الشهيرة :" سلام عليك يا سوريا سلام لا لقاء بعده"...
و تساءل الفرس نفس السؤال عقب هزائمهم ، و أرسلوا إلى بلاد المسلمين من يبحث عن هذا السر ، حيث وصل إلى المدينة ابن الدهقان الأكبر، و أحد العاملين بمعبد النار المقدسة، و بهرام رئيس الجيوش الفارسية، دخلوا إلى المدينة فلم يجدوا أحداً من المسلمين يتحدثون معه، و تساءلوا أين ذهب المسلمون؟؟..
و إذا بالجواب يأتييهم : إن المسلمين في المسجد يصلون في جماعة ، و قد تركوا ديارهم و تجارتهم، و كل شيء، ثم عاشوا بين المسلمين فترة ، و شاهدوا أميرهم عمر بن الخطاب -كواحد منهم- نائماً بجوار المسجد بلا حرس و لا حاشية، شاهدوه يعدل بين الناس و يقيم الحد على ابنه!!
لقد أذهلهم هذا الدين الذي صنع هؤلاء الرجال ، و عرفوا سر انتصار المسلمين بدينهم و التزامهم بتعاليمه، فلم يملك هؤلاء الثلاثة إلا أن أعلنوا إسلامهم...
ها نحن نصل مجدداً إلى حقيقة راسخة : " الدين الإسلامي مصدر قوة المسلمين لا يحده زمن و لا عرق، متى ما توحدت العزائم على كلمة لا إله إلا الله و أن محمد رسول الله غدت قوة لا يستهان بها ، ليس ذلك فحسب ، بل إن العقيدة الإسلامية بثت في المسلمين روح النهضة و روح المقاومة للمستعمر النصراني..
* ففي مصر نبعت مقاومة المستعمرين من بين العلماء المسلمين امثال : عمر مكرم ، و علماء الأزهر الذين كانوا يبثون في المسلمين روح الجهاد و المقاومة.
*و في الهند و باكستان كانت المقاومة للمستعمرين يقودها اصحاب الإتجاهات الإسلامية مثل محمد إقبال و أبو الأعلى المودودي.
* و في الجزائر كان المجاهد المسلم عبدالقادر الجزائري يتقدم الصفوف و يذيق الفرنسيين أشد ألوان العذاب، و قد قدمت حرب التحرير الجزائرية مليوناص من الشهداء...
* و لا ننسى قضيتنا فلسطين.. فقد كان المحرك الأول للقلاقل في وجه المستعمر هو الإسلام ...
إنه الإسلام .. هو سر قوة المسلمين في كل الأزمان ...