أعلنت مصر عن اكتشاف أحد اقدم الآثار القبطية فيها.
وأكد الامين العام للمجلس الاعلى للاثار زاهي حواس اكتشاف قلايات (غرف لسكن وتعبد الرهبان)، وذلك خلال افتتاح أعمال ترميم دير الانبا أنطونيوس القريب من قرية الزعفرانة بمحافظة البحر الاحمر.
وأضاف أن القلايات وجدت بحالتها وعلى جدرانها كتابات باللغة القبطية ورسوم ملونة.
واستمرت أعمال الترميم في الدير الموجود في الصحراء لثماني سنوات وبلغت تكلفتها 80 مليون جنيه مصري (15 مليون دولار).
وذكر المجلس الأعلى للآثار في مصر في بيان أن إنشاء الدير يعود إلى القرن الرابع الميلادي وهو أول دير في العالم، وينسب الى الانبا أنطونيوس أول راهب عرفته المسيحية.من جانبه قال الأب ماكسيموس تعليقا على الاكتشاف الجديد "لقد عثرنا على جزء مفقود من تاريخنا".
يشار إلى أن الأنبا انطونيوس نشأ في اسرة رومانية غنية في الفيوم واعتنق المسيحية وترك ارثه وثروته واتجه الى المنطقة المعزولة حيث لجأ الى مغارة في اعلى جبل القلزم على مسير ثلاث ساعات في الجبل الذي اقيم الدير في سفحه ملتحقا بمعلمه واستاذه الانبا بولا.
وبدأ خلال هذه المرحلة تاسيس اولى كنائس الدير وهي كنيسة الانبا انطونيوس وتبعها بناء ست كنائس بينها كنيسة الرسل وكنيسة الانبا مرقص واحدثها كنيسة
الانباانطونيوس والانبا بولا.
ورغم ان المجلس الاعلى للاثار المصرية يشير الى وجود سبع كنائس, اكد احد رهبان الدير أن مبنى الحصن لوحده يضم خمس كنائس هي الملاك والعذراء ومارجرجس ومار مينا وامنباوب.
وتبع تشيد الكنائس القديمة تشييد السور الخارجي والحصن والعين والمطعمة والساقية والرباطية والقلايات التي شيد اقدمها في القرن الرابع الميلادي وعثر على
بعضها تحت كنيسة الرسل حيث عثر كذلك على اولى نماذج الكتابات باللغة القبطية.
وتضم هذه الكنائس العشرات من الايقونات والجداريات التي قام فريق ايطالي مصري بترميمها ويعود بعضها الى بدايات تاسيس اولى كنائس الدير, لكن اشهرها
يعود الى القرن 12 والقرن 13 وفيما بعد القرن 17.
كان الدير منذ تاسيسه يفتح ابواب سوره الخارجية مرة كل اربعة شهور عندما تصل قافلة المواد الغذائية. وكان يتم انتشال هذه المواد بواسطة حبال مربوطة في ساقية وكذلك القائمين على القافلة لاطعامهم واراحتهم في غرفة الطعام ثم انزالهم من جديد لمغادرة المنطقة التي كانت معزولة تماما عن العالم الخارجي.
وقام المجلس الاعلى للاثار بالتعاون مع رهبان الدير وبينهم الاب ماكسيموس بترميم كل منشآت الدير التي كان بعضها آيلا للسقوط مثل كنيسة
الانبا انطونيوس وكنيسة الرسل اللتين تعتبران من اقدم كنائس الدير.
ويستخدم هذه العين الان ما يقارب من مليون سائح سنويا من مسيحيين اقباط مصريين واجانب يتبركون بمياه هذا النبع الذي اعتمد عليه الانبا انطونيوس خلال اقامته في هذه المنطقة المنعزلة.