40 نصيحة لإصلاح البيوت
**** مـقـدمـة ****
إن الحمدلله نحده ونستغفره ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا من يهده الله فلا مضل له ومن يُضلل فلا هادى له وأشهد أن محمداً عبده ورسوله ..أما بـعـد
**** ـآ‘لـبـيـت نـعـمـة ****
قال تعالى :"وَاللَّهُ جَعَلَ لَكُم مِّن بُيُوتِكُمْ سَكَنًا " النحل :80
قال ابن كثير رحمه الله :" يذكر تبارك وتعالى تمام نعمه علي عبيده بما جعل لهم من البيوت التي هي سكن لهم ويأوون إليها ويستترون وينتفعون بها سائر وجوه الإنتفاع "..
ماذا يمثل البيت لأحدنا .؟ أليس هو مكان أكله ونكاحه ونومه وراحته .؟ أليس هو مكان خلوته واجتماعه بأهله وأولاده .؟
أليس هو مكان ستر المرأة وصيانتها .؟! قال تعالي :" وَقَرْنَ فِي بُيُوتِكُنَّ وَلا تَبَرَّجْنَ تَبَرُّجَ الْجَاهِلِيَّةِ الأُولَى ".. الأحزاب : 33
وإذا تأملت أحوال الناس الذين لا بيوت لهم ممن يعيشون في الملاجئ أو علي أرصفة الشوارع واللاجئين المشردين فى المخيمات المؤقتة ، عرفت نعمة البيت ، وإذا سمعت مضطرباً يقول : ليس لي مستقر ، ولا مكان ثابت ،وأنام أحياناً فى المقهي ، أو الحديقة أو علي شاطئ البحر ، ومستودع ثيابي فى سيارتي ، إذن لعرفت معني التشتت الناجم عن الحرمان من نعمة البيت ..
**** دوافـع إصـلاح ـآ‘لـبـيـت ****
أولاً : وقاية النفس والأهل من نار جهنم والسلامة من عذاب الحريق :" يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا قُوا أَنفُسَكُمْ وَأَهْلِيكُمْ نَارًا وَقُودُهَا النَّاسُ وَالْحِجَارَةُ عَلَيْهَا مَلائِكَةٌ غِلاظٌ شِدَادٌ لا يَعْصُونَ اللَّهَ مَا أَمَرَهُمْ وَيَفْعَلُونَ مَا يُؤْمَرُونَ ".. التحريم:6 ..
ثانياً : عظم المسئولية الملقاة علي راعي البيت أمام الله يوم الحساب :
قال تعالي :" إن الله تعالي سائل كل راع عما استرعاه أحفظ ذلك أم ضيعه حتي يسأل الرجل عن أهل بيته " ..
ثالثاً : أنه مكان لحفظ النفس ، والسلامة من الشرور وكفها عن الناس ، وهو الملجأ الشرعي عند الفتنة .. قال صلي الله عليه وسلم :" طوبي لمن ملك لسانه ووسعه بيته وبكي علي خطيئته " ..
رابعاً : أن الناس يقضون أكثر أوقاتهم فى الغالب داخل بيوتهم وخصوصاً فى الحر الشديد والبرد الشديد والأمطار وأول النهار وآخره ، وعند الفراغ من العمل أو الدراسة ، ولابد من صرف هذه الأوقات فى الطاعات وإلا ستضيع فى المحرمات ..
خامـسـاً : وهو من أهمها ، أن الاهتمام بالبيت هو الوسيلة الكبيرة لبناء المجتمع المسلم ، فإن المجتمع يتكون من بيوت هي لبناته ، والبيوت أحياء مجتمع ، فلو صلحت البنة لكان مجتمعنا قوياً بأحكام الله ، صامداً فى وجه أعداء الله ، يشع الخير ولا ينفذ الشر ..
فيخرج من البيت المسلم إلي المجتمع أركان الإصلاح فيه ، من الداعية القدوة وطالب العلم والمجاهد الصادق والزوجة الصالحة والأم المربية وبقية الصالحين ..
فإذا كان الموضوع بهذه الأهمية وبيوتنا فيها منكرات كثيرة وتقصير كبير وإهمال وتفريط فهنا يأتي السؤال الكبير :
**** مـاهـي وٍسـائـل إصـلاح ـآ‘لـبـيـوٍت ****
وإليك أيها القارئ الكريم الجواب ، نصائح فى هذا المجال عسي الله أن ينفع بها وأن يوجه جهود أبناء الإسلام لبعث رسالة البيت المسلم من جديد وهذه النصائح تدور علي أمرين : إما تحصيل المصالح ،و هو قيام بالمعروف أو ردء مفاسد وهو إزالة للمنكر ..
**** حـسـن إخـتـيـار ـآ‘لـزٍوٍجـة ****
قال تعالي :" وَأَنكِحُوا الأَيَامَى مِنكُمْ وَالصَّالِحِينَ مِنْ عِبَادِكُمْ وَإِمَائِكُمْ إِن يَكُونُوا فُقَرَاء يُغْنِهِمُ اللَّهُ مِن فَضْلِهِ وَاللَّهُ وَاسِعٌ عَلِيمٌ
" .. النور:32
ينبغي علي صاحب البيت انتقاء الزوجة الصالحة بالشروط الآتية :-
" تنكح المرأة لأربع : لمالها ، ولحسبها ، ولجمالها ، ولدينها ، فاظفر بذات الدين تربت يداك " ..متفق عليه
" الدنيا متاع وخير متاع الدنيا المرأة الصالحة " رواه مسلم ..
" تزوجوا الودود الولود إني مكاثر بكم الأنبياء يوم القيامة " ..
وفى المقابل : لابد من التبصر فى حال الخاطب الذي يتقدم للمرأة المسلمة ،والموافقة عليه حسب الشروط الصحيحة ..
ولابد فى كل ماسبق من حسن السؤال وتدقيق البحث وجمع المعلومات والتوثق من المصادر والأخبار حتي لا يفسد البيت أو ينهدم والرجل الصالح مع المرأة الصالحة يبنيان بيتاً صالحاً لأن البلد الطيب يخرج نباته بإذن ربه والذي خبث لا يخرج إلا نكداً ..
**** ـآ‘لـسـعـي فـي إصـلاح ـآ‘لـزٍوٍجـة ****
إذا كانت الزوجة صالحة فبها ونعمت وهذا من فضل الله ، وإن لم تكن بذاك الصلاح فإن من واجبات رب البيت السعي فى إصلاحها ، وقد يحدث هذا فى حالات منها :
أن يتزوج الرجل إمرأة غير متدينة أصلا لكونه لم يكن مهتماً بموضوع التدين فى نفسه فى مبدأ أمره ، أو أنه تزوجها علي أمل أن يصلحها أو تحت ضغط أقربائه مثلاً فهنا لابد من التشمير فى عملية الإصلاح ..
ولابد أن يعلم الرجل أولاً أن الهداية من الله والله هو الذي يصلح ومن منة الله علي عبده زكريا قوله فيه :" وأصلحنا له زوجه " ..الأنبياء : 90 ..
- ولاستصلاح الزوجة وسائل منها :-
1- الاعتناء بتصحيح عبادتها لله بأنواعها علي ما سيأتي تفصيله ..
2- السعي لرفع إيمانها فى مثل :
أ- حضها علي قيام الليل .
ب- وتلاوة الكتاب العزيز .
ج- وحفظ الأذكار والتذكير بأوقاتها ومناسباتها .
د- وحثها علي الصدقة .
ه- قراءة الكتب الإسلامية النافعة .
و- سماع الأشرطة الإسلامية المفيدة العلمية منها والإيمانية ومتابعة إمدادها بها .
ز- اختيار صاحبات لها من أهل الدين تعقد معهن أواصر الأخوة وتتبادل معهن الأحاديث الطيبة والزيارات الهادفة
ح- درء الشر عنها وسد منافذه إليها بإبعادها عن قرينات السوء وأماكن السوء .
**** إجـعـل ـآ‘لـبـيـت مـكـانـاً لـذكـرٍ الله ****
قال صلي الله عليه وسلم :" مثل البيت الذي يذكر الله فيه والبيت الذي لا يذكر الله فيه مثل الحي والميت "
فلابد من جعل البيت مكاناً للذكر بأنواعه سواء ذكر القلب ، وذكر اللسان ، أو الصلوات وقراءة القرآن ، أو مذاكرة العلم الشرعي وقراءة كتبه المتنوعة .
وكم من بيوت المسلمين اليوم هي ميتة بعدم ذكر الله فيها كما جاء فى الحديث ، بل ماهو حالها إذا كان الذي يذكر فيها هو ألحان الشيطان من المزامير والغناء والغيبة والبهتان والنميمة .؟..
كيف تدخل الملائكة بيتاً هذا حاله .؟! فأحيوا بيوتكم رحمكم الله بأنواع الذكر ..
**** إجـعـلـوٍا بـيـوتـكـم قـبـلـة ****
والمقصود اتخاذ البيت مكاناً للعبادة :
وقال الله عز وجل :" وَأَوْحَيْنَا إِلَى مُوسَى وَأَخِيهِ أَن تَبَوَّءَا لِقَوْمِكُمَا بِمِصْرَ بُيُوتًا وَاجْعَلُواْ بُيُوتَكُمْ قِبْلَةً وَأَقِيمُواْ الصَّلاةَ وَبَشِّرِ الْمُؤْمِنِينَ
"..يونس:87
قال عباس : أمروا أن يتخذونها مساجد ..
قال ابن كثير : وكان هذا والله أعلم لما اشتد بهم البلاء من قبل فرعون وقومه وضيقوا عليهم ، أمروا بكثرة الصلاة ، كما قال الله تعالى :" يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ اسْتَعِينُواْ بِالصَّبْرِ وَالصَّلاةِ إِنَّ اللَّهَ مَعَ الصَّابِرِينَ "..البقرة :153
وفي الحديث : كان رسول الله صلي الله عليه وسلم إذا حزبه أمر صلي ..
وكان الصحابة رضي الله عنه يحرصون علي الصلاة فى البيوت في غير الفريضة وهذه قصة معبرة فى ذلك : عن محمود بن الربيع الأنصاري أن عتبان بن مالك وهو من أصحاب رسول الله صلي الله عليه وسلم ممن شهد بدراً من الأنصار أنه أتي رسول الله صلي الله عليه وسلم فقال : يارسول الله .! قد أنكرت بصري وأنا أصلي لقومي ، فإذا كانت الأمطار سال الوادي الذي بيني وبينهم لم أستطع أن آتي مسجدهم فأصلي بهم ، وددت يا رسول الله أنك تأتيني فتصلي فى بيتي فأتخذه مصلي ..فقال له رسول الله صلي الله عليه وسلم :"سأفعل إن شاء الله " ..قال عتبان : فغدا رسول الله صلي الله عليه وسلم وأبو بكر حين ارتفع النهار فاستأذن رسول الله صلي الله عليه وسلم فأذنت له فلم يجلس حتي دخل البيتع ، ثم قال :" أين تحب أن أصلي من بيتك " ....قال عتبان : فأشرت له إلي ناحية من البيت فقام رسول الله صلي الله عليه وسلم فكبر فقمنا فصففنا فصلي ركعتين ثم سلم ...
**** ـآ‘لـتـرٍبـيـة ـآ‘لإيـمـانـيـة لأهـل ـآ‘لـبـيـت ****
عن عائشة رضي الله عنها قال : كان رسول الله صلي الله عليه وسلم يصلي من الليل فإذا أوتر قال :" قومي فأوتري ياعئشة "..
وقال صلي الله عليه وسلم :" رحم الله رجلاً قام من الليل فصلي فأيقظ إمرأته فصلت ، فإن أبت نضح فى وجهها الماء "..
وترغيب النساء فى البيت بالصدقة مما يزيد الإيمان وهو أمر عظيم حث عليه صلي الله عليه وسلم بقوله :" يا معشر النساء تصدقن فإني رأيتكن أكثر أهل النار "...
**** الإهـتـمـام بالأذكـار ـآ‘لـشـرعـيـة وـآ‘لـسـنـن ـآ‘لـمـتـعـلـقـة بـالـبـيـوٍت ****
ومن أمثلة ذلك :
أذكار دخول المنزل : روي الإمام مسلم فى صحيحه أن رسول الله صلي الله عليه وسلم قال :" إذا دخل الرجل بيته فذكر اسم الله تعالي حين يدخل وحين يطعم ، قال الشيطان لا مبيت لكم ولا عشاء ههنا ، وإن دخل فلم يذكر إسم الله عند دخوله قال : أدركتم المبيت وإن لم يذكر اسم الله عند مطعمه قال : أدركتم المبيت والعشاء " ..
أذكار الخروج من المنزل : روي أبو داود فى سننه أن رسول الله صلي الله عليه وسلم قال :" إذا خرج الرجل من بيته فقال :بسم الله ، توكلت علي الله ، لا حول ولا قوة إلا بالله ، فيقال له : حسبك قد هديت وكفيت ووقيت فيتنحي له الشيطان فيقول له شيطان آخر : كيف لك برجل قد هدي وكفي ووقي "
السواك :- روي الإمام مسلم فى صحيحه عن عائشة رضي الله عنها قالت : كان رسول الله صلي الله عليه وسلم إذا دخل بيته بدأ بالسواك ..
**** مـواصـلـة قـراءة سـورة الـبـقـرة فـي الـبـيـت لـطـرد الـشـيـطـان منه ****
وفي هذا عدة أحاديث منها :
قال رسول الله صلي الله عليه وسلم :" اقرأوا سورة البقرة فى بيتوكم فإن الشيطان لا يدخل بيتاً يقرأ فيه سورة البقرة " ..
**** تـعـلـيـم ـأهـل ـآ‘لـبـيـت ****
فريضة شرعية لابد أن يقوم بها رب الأسرة إنفاذاً لأمره تعالي فى الآية الكريمة :" يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا قُوا أَنفُسَكُمْ وَأَهْلِيكُمْ نَارًا وَقُودُهَا النَّاسُ وَالْحِجَارَةُ " ..التحريم : 6
وهذه الآية أصل فى تعليم أهل البيت وتربيتهم وأمرهم بالمعروف ونهيهم عن المنكر وإذا كان رسول الله صلي الله عليه وسلم قد حث علي تعليم الإماء وهن أرقاء فما بالك بأولادك وأهلك الأحرار ..
قال البخاري رحمه الله تعالي فى صحيحه : باب تعليم الرجل أمته وأهله ، ثم ساق حديث النبي صلي الله عليه وسلم :" ثلاثة لهم أجران .. ورجل كانت عنده أمة فأدبها فأحسن تأديبها ، وعلمها فأحسن تعليمها ، ثم أعتقها فتزوجها فله أجران " ..
**** إصـنـع نـواة لـمـكـتـبـة إسـلامـيـة فـي بـيـتـك ****
مما يساعد فى تعليم أهل البيت ، وإتاحة المجال لتفقهم فى الدين وإعانتهم علي الالتزام بأحكام الشريعة ، عمل مكتبة إسلامية فى البيت وليس بالضرورة أن تكون كبيرة ولكن العبرة بإنتقاء الكتب المهمة ووضعها فى مكان يسهل تناولها وحث أهل البيت علي قراءتها ..
وإليك بعض الكتب المهمة :
التفسير : تفسير بن كثير ، تفسير بن سعدي ، زبدة التفسير للأشقر ، أصول التفسير لابن عثيمين ، لمحات فى علوم القرآن لمحمد الصباغ ..
الحديث : صحيح الكلم الطيب ، عمل المسلم فى اليوم والليلة " أو الصحيح المسند من أذكار اليوم والليلة " رياض الصالحين وشرحه ونزهة المتقين مختصر صحيح البخاري للزبيدي صحيح الجامع الصغير ، ضعيف الجامع الصغير ، صحيح الترغيب والترهيب ، السنة ومكانتها فى التشريع ، قواعد وفوائد من الأربعين النووية لناظم سلطان ..
العقيدة : فتح المجيد شرح كتاب التوحيد " تحقيق الأرناؤوط " أعلام السنة المنشورة للحكمي " محقق " ، ومعارج القبول للحكمي " محقق " ، وشرح العقيدة الطحاوية تحقيق الألباني ..
الفقـه : منار السبيل لابن ضويان مع إرواء الغليل للألباني زاد المعاد المغني لابن قدامة ، فقه السنة ، مجموعة فتاوي العلماء " عبد العزيز بن باز ، محمد بن صالح العثيمين ، عبدالله بن جبرين " صفة صلاة النبي صلي الله عليه وسلم ، ومختصر أحكام الجنائز للألباني ..
الأخلاق وتزكية النفوس : تهذيب مدارج السالكين ، الفوائد ، الجواب الكافي ، تهذيب موعظة المؤمنين ، غذاء الألباب ..
السير والتراجم : البداية والنهاية لابن كثير ، مختصر الشمائل المحمدية للترمذي اختصار الألباني الرحيق المختوم للمباركفوري ، العواصم من القواصم لابن العربي تحقيق الخطيب والاستانبولي ، سير أعلام النبلاء ، منهج كتابة التاريخ الإسلامي لمحمد بن صامل السلمي ..
*** ـآ‘لـمـكـتـبـة ـآ‘لـصـوٍتـيـة فـي ـآ‘لـبـيـت ****
المسجل فى كل بيت يمكن أن يعمل فى الخير أو الشر ، فكيف نؤثر فى استخدامه ليكون مضياً لله .؟
من الوسائل لتحقيق ذلك : عمل مكتبة صوتية فى البيت تحوي طائفة من الأشرطة الإسلامية الجيدة ، للعلماء والقراء والمحاضرين ، والخطباء والوعاظ إن سماع أشرطة التلاوة الخاشعة من أصوات بعض أئمة صلاة التراويح مثلاً ، له تأثير عظيم علي الأهل فى البيت ، سواء من جهة تأثرهم بمعاني الترتيل ، أو حفظهم من جراء تكرار مايسمعون ، وكذلك من جهة حمايتهم بالسماع القرآني عن السماع الشيطاني من الألحان والأغاني ،لأن الآذان والصدر لا يصلح أن يختلط فيها كلام الرحمن بمزمار الشيطان ..
وكم لأشرطة الفتاوي من الأثر فى تفقيه أهل البيت بالأحكام المختلفة التي يتعرضون لها يومياً فى حياتهم مما يقترح فى هذا الجانب ،سماع الفتاوي المسجلة للعلماء ، أمثال الشيخ عبد العزيز بن باز ، والشيخ محمد ناصر الدين الألباني ، والشيخ صالح الفوزان ، وغيرهم من الثقات فى العلم والدين ..
ولابد أن يعتني المسلمون بالجهة التي يأخذون عنها الفتوي ، لأن هذا دين ، فانظروا عمن تأخذون دينكم ، فالأخذ عمن علم بصلاحه وتقواه ، وورعه واعتماده علي الأحاديث الصحيحة ، وعدم تعصبه المذهبي ، وسيرة مع الدليل ، والتزامه بالمنهج الوسط ، فلا تشدد ولا تساهل ، وهو الخبير الذي نسأله :" الرحمن فاسئل به خبيراً " ... الفرقان :59 ..
**** دعـوة الـصـالحـيـن والأخـيـار وطـلـبـة الـعـلـم للـزيـارة فـي الـبـيـت ****
قال تعالي :" رَبِّ اغْفِرْ لِي وَلِوَالِدَيَّ وَلِمَن دَخَلَ بَيْتِيَ مُؤْمِنًا وَلِلْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ وَلا تَزِدِ الظَّالِمِينَ إِلاَّ تَبَارًا " ..نوح:28
إن دخول أهل الإيمان بيتك يزيده نوراً ، ويحصل بسبب أحاديثهم وسؤالهم والنقاش معهم من الفائدة أمور كثيرة ، فحامل المسك إما أن يحذيك ، وإما أت تبتاع منه ، وإما أن تجد منه ريحاً طيبة ، وجلوس الأولاد والإخوان والآباء وسماع النساء من وراء حجاب لما يقال فيه تربية للجميع ، وإذا أدخلت خيراً منعت سيئاً من الدخول والتخريب ..
**** تـعـلـم الأحـكـام ـآ‘لـشـرعـيـة للـبـيـوت ****
ومن ذلك :-
الصلاة فى البيت : قال صلي الله عليه وسلم فى شأنه " خير صلاة المرء فى بيته إلا الصلاة المكتوبة " ..
أن لا يؤم غيره فى بيته ولا يقعد فى مكان صاحب البيت إلا بإذنه ..
قال رسول الله صلي الله عليه وسلم :" لا يؤم الرجل فى سلطانه ولا يجلس علي تكرمته فى بيته إلا بإذنه "..
الإستئذان :- قال تعالي :" يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تَدْخُلُوا بُيُوتًا غَيْرَ بُيُوتِكُمْ حَتَّى تَسْتَأْنِسُوا وَتُسَلِّمُوا عَلَى أَهْلِهَا ذَلِكُمْ خَيْرٌ لَّكُمْ لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ " ..النور:27
جواز دخول البيوت التي ليس فيها أحد بغير إستئذان إذا كان للداخل فيها متاع كالبيت المعد للضيف :" لَّيْسَ عَلَيْكُمْ جُنَاحٌ أَن تَدْخُلُوا بُيُوتًا غَيْرَ مَسْكُونَةٍ فِيهَا مَتَاعٌ لَّكُمْ وَاللَّهُ يَعْلَمُ مَا تُبْدُونَ وَمَا تَكْتُمُونَ " ..النور:29 ..
عدم التحرج فى الأكل فى بيوت الأقرباء والأصدقاء وما ملك المرء مفتاحه من بيوت الآخرين إذا كانوا لا يكرهون ذلك : " لَيْسَ عَلَى الأَعْمَى حَرَجٌ وَلا عَلَى الأَعْرَجِ حَرَجٌ وَلا عَلَى الْمَرِيضِ حَرَجٌ وَلا عَلَى أَنفُسِكُمْ أَن تَأْكُلُوا مِن بُيُوتِكُمْ أَوْ بُيُوتِ آبَائِكُمْ أَوْ بُيُوتِ أُمَّهَاتِكُمْ أَوْ بُيُوتِ إِخْوَانِكُمْ أَوْ بُيُوتِ أَخَوَاتِكُمْ أَوْ بُيُوتِ أَعْمَامِكُمْ أَوْ بُيُوتِ عَمَّاتِكُمْ أَوْ بُيُوتِ أَخْوَالِكُمْ أَوْ بُيُوتِ خَالاتِكُمْ أَوْ مَا مَلَكْتُم مَّفَاتِحَهُ أَوْ صَدِيقِكُمْ لَيْسَ عَلَيْكُمْ جُنَاحٌ أَن تَأْكُلُوا جَمِيعًا أَوْ أَشْتَاتًا فَإِذَا دَخَلْتُم بُيُوتًا فَسَلِّمُوا عَلَى أَنفُسِكُمْ تَحِيَّةً مِّنْ عِندِ اللَّهِ مُبَارَكَةً طَيِّبَةً كَذَلِكَ يُبَيِّنُ اللَّهُ لَكُمُ الآيَاتِ لَعَلَّكُمْ تَعْقِلُون " ..النور: 61
أمر الأطفال والخدم بعدم اقتحام غرفة نوم الأبوين بغير استئذان فى أوقات النوم المعتادة : قبل صلاة الفجر ، ووقت القيلولة ، وبعد صلاة العشاء ، قال تعالي يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لِيَسْتَأْذِنكُمُ الَّذِينَ مَلَكَتْ أَيْمَانُكُمْ وَالَّذِينَ لَمْ يَبْلُغُوا الْحُلُمَ مِنكُمْ ثَلاثَ مَرَّاتٍ مِن قَبْلِ صَلاةِ الْفَجْرِ وَحِينَ تَضَعُونَ ثِيَابَكُم مِّنَ الظَّهِيرَةِ وَمِن بَعْدِ صَلاةِ الْعِشَاء ثَلاثُ عَوْرَاتٍ لَّكُمْ لَيْسَ عَلَيْكُمْ وَلا عَلَيْهِمْ جُنَاحٌ بَعْدَهُنَّ طَوَّافُونَ عَلَيْكُم بَعْضُكُمْ عَلَى بَعْضٍ كَذَلِكَ يُبَيِّنُ اللَّهُ لَكُمُ الآيَاتِ وَاللَّهُ عَلِيمٌ حَكِيمٌ " .. النور:58
تحريم الاطلاع فى بيوت الأخرين بغير إذنهم : قال رسول الله صلي الله عليه وسلم :" من اطلع فى بيت قوم بغير إذن ففقئزا عينه فلا دية له ولا قصاص " ..
عدم خروج ولا إخراج المطلقة الرجعية من بيتها طيلة وقت العدة مع الإنفاق عليها : قال تعالي :" يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ إِذَا طَلَّقْتُمُ النِّسَاء فَطَلِّقُوهُنَّ لِعِدَّتِهِنَّ وَأَحْصُوا الْعِدَّةَ وَاتَّقُوا اللَّهَ رَبَّكُمْ لا تُخْرِجُوهُنَّ مِن بُيُوتِهِنَّ وَلا يَخْرُجْنَ إِلاَّ أَن يَأْتِينَ بِفَاحِشَةٍ مُّبَيِّنَةٍ وَتِلْكَ حُدُودُ اللَّهِ وَمَن يَتَعَدَّ حُدُودَ اللَّهِ فَقَدْ ظَلَمَ نَفْسَهُ لا تَدْرِي لَعَلَّ اللَّهَ يُحْدِثُ بَعْدَ ذَلِكَ أَمْرًا " ..الطلاق :1
جواز هجر الرجل لا مرأته الناشز فى البيت أو فى خارج البيت حسب المصلحة الشرعية :
فأما هجرها فى البيت فدليله قول الله تعالي :" واهجروهن فى المضاجع " ..النساء:34 ..
وإما هجرها خارج البيت فكما وقع لرسول الله صلي الله عليه وسلم حينما هجر نساءه فى حجرهن واعتزل في مشربه خارج بيوت نسائه ...
لا يبيت وحيداً فى البيت : عن ابن عمر رضي الله عنهما أن النبي صلي الله عليه وسلم نهي عن الوحدة ، أن يبيت الرجل وحده أو يسافر وحده ..
لا ينام علي ظهر بيت ليس له سور حتي لا يسقط : و ذلك أن النائم قد ينقلب فى نومه ، فإذا كان علي سطح ليس له حجار أو حجار يحجب الإنسان عن الوقوع ويمنعه من التردي والسقوط ، فقد يسقط فيموت ..
قطط البيوت لا تنجس الإناء إذا شربت منه ولا الطعام إذا أكلت منه : قال صلي الله عليه وسلم :" إنها ليست بنجس " ..
**** الإجـتـمـاع لـمـنـاقـشـة ـأمـور ـآ‘لـعـائـلـة ****
قال تعالي :" وأمرهم شوري بينهم " ..
عندما تتاح الفرصة لأفراد العائلة بالجلوس سوياً فى وضع مناسب لمناقشة أمور داخلية أو خارجية تتعلق بالعائلة ، فإن ذلك يعد علامة علي تماسك الأسرة وتفاعلها وتعاونها ، ولا شك أن الرجل الذي ولاه الله أمور رعيته فى بيته هو المسئول الأول ، وصاحب القرار ، ولكن إتاحة المجال للآخرين ، وخصوصاً عندما يكبر الأولاد يكون فيه تربية لهم علي تحمل المسئولية بالإضافة إلي ارتياح الجميع لإحساسهم بأن آرائهم ذات قيمة عندما يسألون إبداءها ..
**** عـدم إظـهـار ـآ‘لـخـلافـات ـآ‘لـعـائـلـيـة أمـام ـآ‘لأولاد ****
يندر أن يعيش جماعة فى بيت دون نوع من الخصومات ، والصلح خير والرجوع إلي الحق فضيلة ، ولكن مما يزعزع تماسك البيت ، ويضر بسلامة البناء الداخلي هو ظهور الصراعات أمام أهل البيت ، فينقسمون إلي معسكرين أو أكثر ، ويتشتت الشمل ، بالإضافة إلي الأضرار النفسية علي الأولاد وعلي الصغار بالذات ، فتأمل حال بيت يقول الأب فيه للولد : لا تكلم أمك ، وتقول له الأم : لا تكلم أباك ، والولد فى دوامة وتمزق نفسي ، والجميع يعيشون فى نكد ..
فلنحرص علي عدم وقوع الخلافات ، ولنحاول إخفاءها إذا حصلت ، ونسأل الله أن يؤلف بين القلوب ..
**** عـدم إدخـال مـن لا يـرضـي ديـنـه إلي الـبـيـت ****
قال رسول الله صلي الله عليه وسلم :" ومثل جليس السوء كمثل صاحب الكير " .. وفي رواية البخاري :" وكير الحداد يحرق بيتك أو ثوبك أو تجد منه ريحاً خبيثة " أي والله يحرق بيتك بأنواع الفساد والإفساد كم كان دخول المفسدين والمشبوهين سبباً لعداوات بين أهل البيت وتفريق بين الرجل وزوجته ، ولعن الله من خبب امرأة علي زوجها ، أو زوجاً علي امرأته ، وسبب عداوة بين الأب وأولاده ، وما أسباب وضع السحر فى البيوت أو حدوث السرقات أحياناً وفساد الخلق وكثيراً إلا إدخال من لا يرضي دينه ، فيجب عدم الإذن بدخوله ، ولو كان من الجيران ، رجالاً ونساء |، أو من المتظاهرين بالمصادقة رجالاً ونساء ، وبعض الناس يسكتون تحت وطأة الإحراج ، فإذا رآه علي الباب أذن له وهو يعلم أنه من المفسدين ..
وتتحمل المرأة فى البيت جزءاً عظيماً من هذه المسئولية ، قال رسول الله صلي الله عليه وسلم :" يأيها الناس أي يوم أحرم ؟ أي يوم أحرم ؟ أي يوم أحرم ؟.
قالوا : يوم الحج الأكبر ، ثم قال عليه الصلاة والسلام ، في ثنايا خطبته الجامعة فى ذلك اليوم :" فأما حقكم علي نسائكم فلا يوطئن فرشكم من تكرهون ولا يأذن فى بيوتكم لمن تكرهون " .. فلا تجدي نفسك أيتها المرأة المسلمة إذا منه زوجك أو أبوك دخول إحدي الجارات إلي البيت لما يري من أثرها فى الإفساد ، وكوني لبيبة حازمة إذا عقدت لك مقارنات بين زوجها وزوجك ، تنتهي بدفعك لمطالبة زوجك بأمور لا يطيقها والنصح عليك واجب لزوجك إذا لاحظت أن من ندمائه فى بيته أناساً يزينون له المنكر ..
**** حـاول أن تـكـون مـوجـوداً فـي الـبـيـت كـلـمـا اسـتـطـعـت ****
وجود ولي الأمر فى بيته يضبط الأمور ويمكته من الإشراف علي التربية وإصلاح الأحوال ، بالمراقبة والمتابعة وعند بعض الناس أن الأصل هو الخروج من البيت ، فإذا لم يجد مكاناً يذهب إليه رجع إلي البيت ، وهذا مبدأ خاطئ ، فإذا كان خروج المرء من بيته لأجل طاعات ، فعليه الموازنة وإذا كان خروجه للمعاصي وضياع الأوقات أو الانشغال الزائد بالدنيا ، فعليه أن يخفف من المشاغل والتجارات ويحسم اللقاءات الفارغة .. بئس القوم يضيعون أهليهم ويسهرون فى الملاهي ..
**** الـدقـة فـي مـلاحـظـة أحـوال أهـل الـبـيـت ****
- من هم أصدقاء أولادك .؟
- هل سبق أن قابلتهم أو تعرفت بهم .؟
- ماذا يجلب أولادك معهم من خارج البيت .؟
- ماذا يوجد فى أدراجهم وحقائبهم ، تحت وسائدهم وفرشهم وأسرتهم .؟
- أين تذهب ابنتك ومع مين .؟
بعض الآباء لا يدري أن فى حوزة أولاده صوراً سيئة وأفلاماً خالعة وربما مخدرات وبعضهم لا يدري أن ابنته تذهب مع الخادمة إلي السوق ، وتطلب منها أن تنتظر مع السائق ، ثم تذهب لموعدها مع أحد الشياطين ، والأخري تذهب لتشرب الدخان عند قرينة سوء تعبث معها ، وهؤلاء الذين يفلتون أولادهم لن يفلتوا من مشهد يوم عظيم ، ولن يستطيعوا الهرب من أهوال يوم الدين :" إن الله سائل كل راعٍ عما استرعاه ، احفظ أم ضيعه حتي يسأل الرجل عن أهل بيته "..
****الإهــتـمـام بالإطـفـال في ـآ‘لـبـيـت ****
ولهذا جوانب عديدة منها :
- تحفيظ القرآن الكريم والقصص الإسلامية : لا أجمل من جمع الأب أولاده ليقرئهم القرآن مع شرح مبسط ويقدم المكافآت لحفظه وتعليم الأولاد أصول العقيدة الإسلامية كمثل التي وردت فى حديث : " احفظ الله يحفظك " .. ، وتعليمه الآداب والأذكار الشرعية كأذكار الأكل والنوم والعطاس والاستئذان ، ولا أشد تنبيهاً وأقوي تأثيراً فى الطفل من سرد القصص الإسلامية علي مسامعه ..
ومن هذه القصص قصة نوح عليه السلام ، والطوفان ، وقصة إبراهيم عليه السلام فى تكسير الأصنام ، وإلقائه فى النار ، وقصة موسي عليه السلام فى نجاته من فرعون وإغراقه ، وقصة يونس فى بطن الحوت ، ومختصر قصة يوسف عليه السلام ، وسيرة محمد صلي الله عليه وسلم مثل البعثة والهجرة ، وشئ من الغزوات كبدر والخندق وغيرها ، كقصته صلي الله عليه وسلم مع الرجل والجمل الذي يجيعه ويجهده ، وقصص الصالحين كقصة عمر بن الخطاب رضي الله عنه مع المرأة وأولادها الجياع فى الخيمة ، وقصة أصحاب الأخدود ، وقصة أصحاب الجنة فى سورة " ن " والثلاثة أصحاب الغار وغيرهما كثير طيب ، يلخص ويبسط مع تعليقات ووقفات خفيفة يغنينا عن كثير من القصص المخالفة للعقيدة والخرافية أو المخيفة التي تفسد واقعية الطفل وتورث فيه الجبن والخوف ..
- حذار من خروج الأولاد من هب ودب فيرجعون إلي البيت بالألفاظ والأخلاق السيئة بل ينتقي ويدعي من أولاد الأقرباء والجيران من يلعب معهم فى المنزل ..
- الاهتمام بلعب الأولاد المسلية والهادفة وعمل غرف ألعاب أو خزانة خاصة يرتب فيها الأولاد ألعابهم وتجنب الألعاب المخالفة للشريعة ، كالأدوات الموسيقية ومافيه صلبان أو نرد
ومن الجيد توفير ركن غاية السوء علي هوايات للفتيان كالنجارة والألكترونيات ، والميكانيكا وبعض ألعاب الكمبيوتر المباحة بهذه المناسبة ننبه إلي خطورة بعض أشرطة الكمبيوتر المصممة لتعرض صور النساء فى غاية السوء علي شاشة الجهاز أو ألعاب فيها صلبان ..
- التفريق بين الذكور والإناث فى المضاجع ، وهذا من الفروق فى ترتيب بيوت أهل الدين وغيرهم ممن لا يهتمون بهذا ..
- الممازحة والملاطفة : كان رسول الله صلي الله عليه وسلم يداعب الأطفال يمسح رءوسهم ويتلطف في مناداتهم ويعطي أصغرهم أول الثمرة وربما ارتحله بعضهم وفيما يلي مثالان علي مداعبته صلي الله عليه وسلم للحسن والحسين :-
عن أبي هريرة رضي الله عنه قال : كان رسول الله صلي الله عليه ولم : ليدلع لسانه للحسن بن علي فيري الصبي حمرة لسانه فيبهش له :" أي أعجبه وجذبه فأسرع إليه "..
وعن يعلي بن مرة أنه قال : خرجنا مع النبي صلي الله عليه وسلم ودعينا إلي طعام فإذا حسين يلعب فى الطريق فأسرع النبي صلي الله عليه وسلم أمام القوم ثم بسط يديه فجعل الغلام يفر ها هنا وها هنا ويضاحكه النبي صلي الله عليه وسلم حتي أخذه فجعل احدي يديه تحت ذقنه والأخري فى فأس رأس فقبله ..
**** ـآ‘لـحـزم فـي تـنـظـيـم ـأوٍقـات ـآ‘لـنـوم وـآ‘لـوجبات ****
بعض البيوت حالها كالفنادق لا يكاد قاطنوها يعرف بعضهم بعضاً وقلما يلتقون ..
بعض الأولاد يأكل متي شاء وينام متي شاء ويتسبب فى السهر ومضيعة الوقت وإدخال الطعام علي الطعام وهذه الفوضوية تتسبب فى تفكك الروابط وإستهلاك الجهود والأوقات ، وتنمي عدم الانضباط ، قد نعذر أصحاب الأعذار ، فالطلاب يتفاوتون فى مواعيد الخروج من المدارس والجامعات ذكوراً وإناثاً والموظفون والعمال وأصحاب المحلات ليسوا سواء ولكن ليست هذه الحالة عند الجميع ولا أحلي من اجتماع العائلة الواحدة علي الطعام ، واستغلال الفرصة لمعرفة الأحوال والنقاشات المفيدة وعلي رب الأسرة الحزم فى ضبط مواعيد الرجوع إلي المنزل والاستئذان عند الخروج خصوصاً للصغار وصغار السن أو صغار العقل الذي يُخشي عليهم ..
**** تـقـوٍيـم عـمـل ـآ‘لـمـرٍأة خـارج ـآ‘لـبـيـت ****
شرائع الإسلام يكمل بعضها بعضاً وعندما أمر الله النساء بقوله :" وَقَرْنَ فِي بُيُوتِكُنَّ " .. الأحزاب :33 ، وجعل لهن من ينفق عليهن وجوباً كالأب والزوج ..
والأصل أن المرأة لا تعمل خارج البيت إلا لحاجة ماسة كما رأي موسي عليه السلام بنتي الرجل الصالح علي الماء تذودان غنمهما تنتظران فسألهما :" مَا خَطْبُكُمَا قَالَتَا لا نَسْقِي حَتَّى يُصْدِرَ الرِّعَاء وَأَبُونَا شَيْخٌ كَبِيرٌ " ..القصص : 23 ، فاعتذرتا حالاً من خروجهما لسقي الغنم لأن الولي لا يستطيع العمل لكبر سنه ولذا صار الحرص علي التخلص من العمل خارج البيت ، حالماً تسنح الفرصة :" قَالَتْ إِحْدَاهُمَا يَا أَبَتِ اسْتَأْجِرْهُ إِنَّ خَيْرَ مَنِ اسْتَأْجَرْتَ الْقَوِيُّ الأَمِينُ " .. القصص : 26
فبنت هذه المرأة بعبارتها رغبتها فى الرجوع إلي بيتها لحماية نفسها من التبذل والأذي الذي قد تتعرض له بالعمل خارج البيت ..
ومن الفروق الرئيسية بين المنهج الإسلامي لقضية عمل المرأة والنهج الكافر العلماني أن التصور الإسلامي للقضية يعتبر فى الأصل هو :" وقرن فى بيوتكن " .. والخروج للحاجة :" أذن لكن أن تخرجن فى حوائجكن " والنهج العلماني يقوم علي أن الخروج هو الأصل فى جميع الحالات ..
ولأجل العدل فى القول نقول : إن عمل المرأة قد يكون حاجة فعلاً كأن تكون هى المعيل للأسرة بعد زوج ميت أو أب عاجز ، ونحو ذلك بل أنه فى بعض البلدان نتيجة لعدم قيام المجتمع علي أسس إسلامية تضطر الزوجة إلي العمل لتغطي مصروف البيت مع زوجها ولا يخطب الرجل إلا موظفه ، بل اشترط بعضهم علي زوجته فى العقد أن تعمل ..
- والخلاصة : فقد يكون عمل المرأة للحاجة كتعليم النساء والتمريض والتطبيب بالشروط الشرعية ، أو لأجل هدف إسلامي ، كالدعوة إلي الله فى مجال التعليم أو تسليه كما يقع لبعض من ليس لها أولاد ..
- وأما سلبيات عمل المرأة خارج البيت فمنها :
1- مايقع كثيراً من أنواع المنكرات الشرعية كالاختلاط بالرجال والتعرف بهم والخلوة المحرمة والتعطر لهم وإبداء الزينة للأجانب وقد تكون النهاية هي الفاحشة .
2- عدم إعطاء الزوج حقه وإهمال أمر البيت والتقصير فى حق الأولاد ، وهذا موضوعنا الأصلي .
3- نقصان المعني الحقيقي للشعور بقوامة الرجل فى نفوس النساء فلنتصور امرأة تحمل شهادة مثل شهادة زوجها أو أعلي وهذا ليس عيباً فى ذاته وتعمل براتب قد يفوق راتب زوجها فهل ستشعر هذه المرأة بشكل كاف بحاجتها إلي زوجها وتتكامل لديها طاعة الزوج أم أن الإحساس بالاستغناء قد يسبب مشكلات تزلزل كيان البيت من أساسه إلا من أراد الله بها خيراً وهذه مشكلات النفقة علي الزوجة الموظفة والانفاق علي البيت لا تنتهي .
4- الارهاق الجسدي والضغط النفسي والعصبي الذي لا يناسب طبيعة المرأة ..
وبعد هذا العرض السريع لمصالح ومفاسد عمل المرأة نقول : لابد من تقوي الله ووزن المسألة بميزان الشريعة ومعرفة الحالات التي يجوز فيها للمرأة أن تخرج للعمل ، من التي لا تجوز وأن لا تعمينا المكاسب الدنيوية عن سلوك الحق والوصية للمرأة المسلمة تقوي الله ومطاوعة الزوج إذا رغب منها ترك العمل لأجل مصلحتها ومصلحة البيت وعلي الزوج ترك الإجراءات الانتقامية وألا يأكل مال زوجته بغير حق ...
**** حـفـظ أسـرٍارٍ ـآ‘لـبـيـوٍت ****
وهذا يشمل أموراً منها :
1- عدم نشر أسرار الإستمتاع .
2- عدم تسريب الخلافات الزوجية .
3- عدم البوح بأي خصوصية يكون فى إظهارها ضرر بالبيت أو أحد أفراده .
* فأما المسألة الأولي فدليل تحريمها : قوله صلي الله عليه وسلم :" إن من شر الناس عند الله منزلة يوم القيامة الرجل يفضي إلي امرأته ثم ينشر سرها ".
ومعني يفضي : أي يصل إليها بالمباشرة والمجامعة كما فى قوله تعالي :" وَقَدْ أَفْضَى بَعْضُكُمْ إِلَى بَعْضٍ " ..النساء : 21 .
ومن أدلة التحريم أيضاً حديث أسماء بنت زيد أنها كانت عند رسول الله صلي الله عليه وسلم والرجال والنساء قعود فقال :" لعل رجلاً يقول ما يفعل بأهله ولعل امرأة تخبر بما فعلت مع زوجها " فأرم القوم " أي سكتوا " فقلت : أي والله يارسول الله إنهن ليفعلن وإنهن ليفعلون ..قال :" فلا تفعلوا فإنما ذلك مثل الشيطان لقي شيطانة فى طريق فغشيها والناس ينظرون "..
وفي رواية أخري لأبي داود : " هل منكم الرجل إذا أتي أهله فأغلق عليه بابه وإلقي عليه ستره واستتر بستر الله " ..قالوا : نعم ، قال :" ثم يجلس بعد ذلك فيقول فعلت كذا فعلت كذا " .. فسكتوا ، ثم أقبل علي النساء فقال :" هل منكن من تحدث " فسكتن ، فجئت فتاه كعاب علي إحدي ركبتيها وتطاولت لرسول الله صلي الله عليه وسلم ليراها ويسمع كلامها فقالت : يارسول الله إنهم ليتحدثون وإنهن ليحدنن ..فقال :" هل تدرون ما مثل ذلك .؟ إنما مثل ذلك مثل شيطانه لقيت شيطاناً فى السكة فقضي حاجته والناس ينظرون إليه "
- وأما الأمر الثاني : هو تسريب الخلافات الزوجية خارج محيط البيت فإنه فى كثير من الأحيان يزيد المشكلة تعقيداً وتدخل الأطراف الخارجية فى الخلافات الزوجية يؤدي إلي مزيد من الجفاء فى الغالب ويصبح الحل بالمراسلة بين اثنين هما اقرب الناس لبعضهما فلا يلجاً إليه إلا عند تعذر الإصلاح المباشر المشترك وعند ذلك نفعل كما أمر الله :" فَابْعَثُواْ حَكَمًا مِّنْ أَهْلِهِ وَحَكَمًا مِّنْ أَهْلِهَا إِن يُرِيدَا إِصْلاحًا يُوَفِّقِ اللَّهُ بَيْنَهُمَا إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلِيمًا خَبِيرًا " ..النساء :35
- الامر الثالث : وهو الإضرار بالبيت أو أحد أفراده بنشر بعض خصوصياته وهذا لا يجوز لأنه داخل فى قوله صلي الله عليه وسلم :" لا ضرر ولا إضرار " ، ومن أمثلة ذلك : ما ورد فى تفسير قوله تعالي :" ضَرَبَ اللَّهُ مَثَلا لِّلَّذِينَ كَفَرُوا امْرَأَةَ نُوحٍ وَامْرَأَةَ لُوطٍ كَانَتَا تَحْتَ عَبْدَيْنِ مِنْ عِبَادِنَا صَالِحَيْنِ فَخَانَتَاهُمَا فَلَمْ يُغْنِيَا عَنْهُمَا مِنَ اللَّهِ شَيْئًا وَقِيلَ ادْخُلا النَّارَ مَعَ الدَّاخِلِينَ "..التحريم :10 ، فقد نقل ابن كثير رحمه الله فى تفسير هذه الآية ما يلي :" فكانت امرأة نوح تطلع علي سر نوح فإذا آمن مع نوح أحد أخبرت الجبابرة من قوم نوح به وأما إمرأة لوط فكانت إذا أضاف لوط أحداً ، أخبرت أهل المدينة ممن يعمل السوء " أي ليأتوا فيعملوا بهم السوء ..
**** إشـاعـة خـلـق ـآ‘لـرٍفـق فـي ـآ‘لـبـيـت ****
عن عائشة رضي الله عنها قالت :" قال رسول الله صلي الله عليه وسلم :" إذا أراد الله عز وجل بأهل بيت خيراً أدخل عليهم الرفق " ، وفي رواية أخري :" إن الله إذا أحب أهل بيت أدخل عليهم الرفق " : أي صار بعضهم يرفق ببعض ، وهذا من أسباب السعادة فى البيت ، فالرفق نافع جداً بين الزوجين ومع الأولاد ويأتي بنتائج لا يأتي بها العنف كما قال صلي الله عليه وسلم :" إن الله يحب الرفق ويعطي علي الرفق ما لا يعطي علي العنف وما لا يعطي علي سواه " ..
**** مـعـاوٍنـة أهـل ـآ‘لـبـيـت فـي عـمـل ـآ‘لـبـيـت ****
كثير من الرجال يأنفون فى العمل البيتي وبعضهم يعتقد أن مما ينقص من قدره ومنزلته أن يخوض مع أهل البيت فى مهنتهم فأما رسول الله صلي الله عليه وسلم فقد كان يخيط ثوبه ويخصف نعله ويعمل ما يعمل الرجال فى بيوتهم .
قالت ذلك زوجته عائشة رضي الله عنها لما سُئلت : ما كان رسول الله صلي الله عليه وسلم يعمل فى بيته .. فأجابت بما شاهدته بنفسها وفى رواية أخري : كان بشراً من البشر يفلي " ينقي " ثوبه ويحلب شاته ويخدم نفسه ..
وسُئلت رضي الله عنها أيضاً : ما كان رسول الله صلي الله عليه وسلم يصنع فى بيته ،.. قالت : كان يكون فى مهنة أهله تعني " خدمة أهله " فإذا حضرت الصلاة خرج للصلاة فإذا فعلنا ذلك نحن اليوم نكون قد حققنا عدة مصالح :-
1- اقتدينا برسول الله صلي الله عليه وسلم .
2- ساعدنا أهلينا .
3- شعرنا بالتواضع وعدم الكبر ..
وبعض الرجال يطالب زوجته بالطعام فوراً والقدر فوق النار والولد يصرخ يريد الرضاع فلا هو يمسك الولد ولا هو ينتظر الطعام قليلاً فلتكن هذه الأحاديث تذكرة وعبرة ..
**** ـآ‘لـمـلاطـفـة وـآ‘لـمـمـازحـة لأهـل ـآ‘لـبـيـت ****
ملاطفة الزوجة والأولاد من الأسباب المؤدية إلي إشاعة أجواء السعادة والألفة فى البيت ولذلك نصح رسول الله صلي الله عليه وسلم جابراً أن يتزوج بكراً وحثه بقوله :" فهلا بكراً تلاعبها وتلاعبك وتضاحكها وتضاحكك "
وقال صلي الله عليه وسلم :" كل شئ ليس فيه ذكر الله فهو لهو ولعب إلا أربع ملاعبة الرجل إمرأته ...."
وكان صلي الله عليه وسلم يلاطف زوجته عائشة وهو يغتسل معها ، كما قالت رضي الله عنها : كنت أغتسل أنا ورسول الله صلي الله عليه وسلم من إناء بيني وبينه واحد فيبادرني حتي أقول دع لي دع لي ،قالت : وهما جنبان ..
وأما ملاطفته صلي الله عليه وسلم للصبيان فأشهر من أن تذكر ، وكان كثيراً يلاطف الحسن والحسين : كما تقدم ولعل هذا من الأسباب التي كانت تجعل الصبيان يفرحون بمقدمه صلي الله عليه وسلم من السفر فيهرعون لاستقباله كما جاء فى الحديث الصحيح :" كان إذا قدم من سفر تُلقي بصبيان أهل بيته " ..، وكان صلي الله عليه وسلم يضمهم إليه كما قال عبدالله بن جعفر : كان النبي صلي الله عليه وسلم إذا قدم من سفر تلقي بنا فتلقي بي وبالحسن أو الحسين قال : فحمل أحدنا بين يديه والآخر خلقه حتي دخل المدينة ..
قارن بين هذا وبين حال بعض البيوت الكئيبة لا فيها مزاح بالحق ولا ملاطفة ولا رحمة ومن ظن أن تقبيل الأولاد يتنافي مع هيبة الأب فليقرأ هذا الحديث ، عن أبي هريرة رضي الله عنه قال : قبل رسول الله صلي الله عليه وسلم الحسن بن علي وعنده الأقرع ابن حابس التميمي جالساً ، فقال الأقرع : إن لي عشرة من الولد ما قبلت منهم أحداً فنظر إليه رسول الله صلي الله عليه وسلم ثم قال :" من لا يرحم لا يُرحم " ....
**** مـقـاوٍمـة الأخـلاق ـآ‘لـرديـئـة فـي ـآ‘لـبـيـت ****
لا يخلو فرد من الأفراد فى البيت من خلق غير سوي كالكدب أو الغيبة و النميمة ونحوها ، ولا بد من مقاومة هذه الأخلاق الرديئة ..
وبعض الناس يظن أن العقوبة البدنية هي العلاج الوحيد فى مثل هذه الحالات ، فيما يلي حديث تربوي في هذا الموضوع ، عن عائشة رضي الله عنها قالت : كان رسول الله صلي الله عليه وسلم إذا طلع علي أحد من أهل بيته كذب كذبة لم يزل معرضاً عنه حتي يحدث توبة ..
ويتبين من الحديث أن الإعراض والهجر بترك الكلام والالتفات من العقوبات البليغه فى مثل هذا الحال وربما كان أبلغ أثراً من العقاب البدني ، فليتأمله المربون فى البيوت ..
**** عـلـقـوا ـآ‘لـسـوط حـيـث يـراه ـأهـل ـآ‘لـبـيـت ****
التلويح بالعقوبة من وسائل التأديب الراقية ، ولذلك جاء بينا السبب من تعليق السوط أو العصا وفى رواية أخري : قال صلي الله عليه وسلم :" علقوا السوط حيث يراه أهل البيت فإنه آداب لهم " ..
ورؤية أداة العقاب معلقه يجعل أصحاب النوايا السيئة يرتدعون عن ملابسة الرذائل خوفاً أن ينالهم من نائل ، ويكون باعثاً لهم علي التأدب والتخلق بالأخلاق الفاضلة ، قال ابن الأنباري : " لم يرد الضرب به لانه لم يأمر بذلك أحداً وإنما أراد لا ترفع أدبك عنهم " .
والضرب ليس هو الاصل أبداً ، ولا يلجأ إليه إلا عند استنفاد الوسائل الأخري للتأديب ، أو الحمل علي الطاعات الواجبة ، كمثل قوله تعالي :" واللاتي تخافون نشوزهن فعظوهن واهجروهن فى المضاجع واضربوهن " ..النساء :34 ،.. علي الترتيب ومثل حديث :" مروا أولادكم بالصلاة وهم أبناء سبع سنين ، واضربوهم عليها وهم أبناء عشر " ..
أما استعمال الضرب دون حاجة فإنه إعتداء ورسول الله صلي الله عليه وسلم نصح امرأة أن لا تتزوج من رجل لأنه لا يضع العصا علي عاتقه أي ضراب لنساء ، أما من يري عدم استخدام الضرب مطلقاً تقليداً لبعض نظريات الكفار فى التربية ، فرأيه خاطئ يخالف النصوص الشرعية ..
**** بعـض المـنـكـرات فـي ـآ‘لـبـيـوٍت ****
- الحذر من دخول الأقارب غير المحارم علي المرأة في البيت عند غياب زوجها .
- فصل الرجال عن النساء فى الزيارات العائلية .
- الإنتباه لخطورة السائقين والخادمات في البيوت .
- أخرجوا المخنثين من بيوتكم .
- احذر أخطار الشاشة .
- الحذر من شر الهاتف .
- يجب إزالة كل مافيه رمز لأديان الكفار الباطلة أو معبوداتهم وآلهتهم .
- إزالة صور ذوات الأرواح .
- امنعوا التدخين فى بيوتكم .
- إياك واقتناء الكلاب فى بيوتكم .
- الابتعاد عن تزويق البيوت .
**** حـسـن إخـتـيـار مـوقـع ـآ‘لـبـيـت وٍتـصـمـيـمـه ****
لا شك أن المسلم الحق يراعي فى اختيار بيته وتصميمه أموراً لا يراعيها غيره .. مـن جـهـة ـآ‘لـمـوقـع مـثـلاً :-
- أن يكون البيت قريباً من مسجد وفي هذا فوائد عظيمة لا تخفي فالنداء يذكر ويوقط للصلاة ، والقرب يُمكن الرجل من إدراك الجماعة ، والنساء من سماع التلاوة والذكر من مكبر المسجد ، والصغار من إتيان حلقة تحفيظ القرآن وهكذا .
- أن لا يكون فى عمارة فيها فساق ، أو مجمعات سكنية فيها كفار يتوسطها مسبح مختلط ونحو ذلك .
* ومـن جـهـة ـآ‘لـتـصـمـيـم مـثـلاً :-
- أن يراعي فيه فصل الرجال عن النساء من الزوار الأجانب من ناحية المدخل ، وصالات الجلوس ، وإن لم يحصل فيستعين بالستائر والحواجز .
- ستر الشبابيك بحيث لا يظهر من فى الغرف للجار ، أو لرجل الشارع ، وخصوصاً في الليل عندما تضاء الأنوار .
- أن لا تكون المراحيض باتجاه القبلة عند استخدامها .
- أن يختار المسكن الواسع والدار كثيرة المرافق وذلك لأمور منها :-
" إن الله يحب أن يري أثر نعمته علي عبده "
" ثلاثة من السعادة وثلاثة من الشقاء وتغيب عنها فتأمنها علي نفسها ومالك ، والدابة تكون وطيئة فتلحقك بأصحابك ، والدار تكون واسعة كثيرة المرافق ، ومن الشقاء ، فمن السعادة المرأة الصالحة تراها فتعجبك ، وتعيب عنها فتأمنها علي نفسها ومالك ، والدابة تكون وطيئة فتلحقك بأصحابك ، والدار تكون واسعة كثيرة المرافق ، ومن الشقاء المرأة تراها فتسوؤك ، وتحمل لسانها عليك ، وإن غبت عنها لم تأمنها لي نفسها ومالك ، والدابة تكون قطوف فإن ضربتها اتعبتك وإن تركتها لم تلحقك بأصحابك والدار تكون قليلة المرافق "..
- الحرص علي الأمور الصحية كالتهوية ودخول أشعة الشمس ، وهذه وغيرها بالقدرة المادية والإمكانات المتاحة .
**** إخـتـيـار ـآ‘لـجـار قـبـل ـآ‘لـدـار ****
فالجار فى عصرنا له مزيد من التأثير علي جاره ، بفعل تقارب المساكن ، وتجمع الناس في البنايات والشقق ، والمجمعات السكنية ..
وقد أخبر رسول الله صلي الله عليه وسلم عن اربع من السعادة فذكر منها :- الجار الصالح ، وأخبر عن أربع من الشقاء وذكر منها :- الجار السوء ، ولخطر هذا الأخير كان صلي الله عليه وسلم يتعوذ منه فى دعائه فيقول :" اللهم إني أعوذ بك من جار السوء فى دار المقامة فإن الجار البادي يتحول عنك " ..
ويضيق المجال للحديث عن أثر جار السوء علي الزوجين ، والأولاد ، وأنواع الإيذاء التي تصدر عنه ومنغصات العيش بجانبه ولكن فى تطبيق الأحاديث السابقة علي الواقع كفاية للمعتبر ، ولعل من الحلول العملية ماينفذه بعض الطيبين من استئجار السكن المتجاور لعائلاتهم لحل مشكلة الجيرة ولو علي حساب بعض الماديات ، فإن الجيرة الصالحة لا تقدر بمال ..
**** الإهـتـمـام بالإصـلاحـات اللازمـة وتـوفـيـر وسـائل ـآ‘لـراحـة ****
من نعم الله علينا فى هذا الزمان ما وهبنا ومن وسائل الراحة التي تسهل أمور المعيشة فى هذه الدنيا وتوفر الأوقات كالمكيف والثلاجة والغسالة ...إخ ، فيكون من الحكمة توفيرها فى البيت بالجودة التي يستطيعها صاحب البيت من غير إسراف ولا مشقة ، ولا بد من التفريق بين الأمور التحسينية المفيدة والكماليات الزائفة التي لا قيمة لها ..
ومن الإهتمام بالبيت إصلاح ما فسد من مرافقه وأجهزته ، وبعض الناس يهملون وتشتكي زوجاتهم من بيوت تعج فيها الحشرات ، وتفيض فيها البلاعات وتفوح القمامة بالروائح الكريهة ، وتتناثر فيه قطع الأثاث المكسور والتالف ..
ولا شك أن هذا مما يمنع حصول السعادة فى البيت ، ويسبب مشكلات زوجية وصحية فالعاقل من عالج ذلك ..
**** الإعـتـنـاء بـصـحـة ـأهـل ـآ‘لـبـيـت ****
كان رسول الله صلي الله عليه وسلم إذا مرض أحد من أهل بيته نفث عليه بالمعوذات ..
وكان صلي الله عليه وسلم إذا أخذأهله الوعك " المرض " أمر بالحساء " المرقة المعروفة " فصنع ، ثم أمرهم فحسوا ، وكان يقول :"إنه ليرتق " يشد " فؤاد الحزين ويسرو " يكشف " عن فؤاد السقيم ، كما تسرو إحداكن الوسخ عن وجهها "..
** وعن بعض إجـراءات ـآ‘لـوقـاية وـآ‘لـسـلامـة :-
قال صلي الله عليه وسلم :" إذا أمسيتم فكفوا صبيانكم فإن الشياطين تنتشر حينئذ ، فإذا ذهب ساعة من الليل فخلوهم فغلقوا الأبواب واذكروا اسم الله ، وخمروا آنيتكم وأذكروا اسم الله ولو أن تعرضوا عليها شيئاً " مثل العود ونحوه " وأطفئوا مصابيحكم " ..