لقد عودتكم على الصراحة، فهي السلاح الوحيد الذي أملكه في هذه الدنيا الفانية، ولا يمكن أن أتخلى عنه حتى ولو على (جثتي)، لهذا أقول لكم بكل رحابة صدر: إنني أصطفيمن الحياة الجمال، وأصطفي من الجمال النساء، ولكي أكون صادقا وأمينا، فالواقع بعض النساء لا كلهن، وبمعنى أكثر دقة (واحدة في المليون) منهن مش أكثر.
أعرف أن مزاجي هذا صعب، وصعب جدا، لهذا أنا متورط في حياتي وغير سعيد بما فيه الكفاية، ولكنني مع الأيام تعايشت مع هذا الوضع الذي يصعب على الكافر، وكان الله في عوني!
ولا يمكن إلا أن أعترف بأن (الشياكة)، أي الأناقة، هي التي تأسرني وتجيب مناخيري تحت الأرض، فالمرأة مهما كانت جميلة، إذا لم تكن أنيقة، فأحسن لها ما تلبس حاجة بدلا من أن تظهر على الناس وهي (مهرجلة) وحالتها مزرية. ويبدو لي أن الممثلة حسنة الذكر (باريس هيلتون) قد فطنت لهذه النقطة الحساسة، لهذا فهي، حسب تصريحها، لا ترتدي أيا من ملابسها سوى مرة واحدة فقط - أي أنها باختصار (بوتيك) متحرك - وهي مثلما قالت بعظمة لسانها (اللين الأملس): إنه يوجد في خزانة نومها الكثير من الملابس التي لم ترتدها حتى الآن، لأنها من كثرة ما تشاهدها تعتقد أنها ارتدتها، لهذا ولكي لا تقع في الفخ فهي دائمة الشراء يوميا.
أرجو ألا يعتقد أحد منكم أنني معجب ببنت هيلتون، حاشا لله أن أكون كذلك، (فستايلها) كله على بعضه لا يحرك حتى ولا (صرصور أذني)، اللهم إلا إذا استثنيت (دلعها)، فدلعها والحق يقال مهضوم، بل ومهضوم جدا، خصوصا عندما تضحك أو تسير وهي تغمز بطرف عينها!
وهي ذكرتني، الله يمسيها بالخير، بأحد أصدقائي، الذي عرفت مؤخرا أن زوجته اتكلت على الله - أي ماتت - فاتصلت به بعد شهرين من بلد خارجي لكي أعزيه، فتفاجأت به عندما قابل تعزيتي بالضحكات قائلا لي: أنت الآن تكلمني علشان تعزيني ولا تبارك لي؟!
قلت له: أستغفر الله! طبعا علشان أعزيك.
قال: ليه ما تعرف أنني قد جددت فراشي؟! سألته: يعني إيه؟! قال: إنني تزوجت يا أهبل بأخرى وما زلت الآن أرفل معها في شهر العسل، أو مثلما قال عبد الوهاب إنني أعيش معها دون مبالغة (في جحيم من القبل)!
صدمت وسكنت لا أدري بماذا أجيبه، فقطع علي صمتي بضحكاته المتواصلة وهو يقول لي: هل تصدق أن أحلى ما في الموضوع، ومن حسن حظي، أن زوجتي الجديدة لها يا سبحان الله نفس مواصفات زوجتي المرحومة تماما طبق الأصل؟!.. الطول نفس الطول، الخصر نفس الخصر، حتى مقاس أقدامها نفس المقاس (37)، وعندما شاهدت ملابس المرحومة مكدسة ومعلقة في الدواليب أخذت تقيسها وتلبسها وتجربها كالمصروعة، ولم تترك لا كبيرة ولا صغيرة ابتداء بـ(البالطوات)، حتى الأحذية، مرورا بالفساتين!
أجبته مذهولا: يا ساتر! إلى هذه الدرجة؟!
قال: لا، وأكثر، وأزيدك من الشعر بيتا، فهي لم ترد أن تثقل كاهلي وقالت لي: لا أريد منك أن تشتري لي بعد اليوم ولا قطعة ملابس واحدة من هنا إلى ما بعد عشر سنوات، ففي هذه الدواليب ما يكفيني، وجزاها الله بألف خير، لأنها بعد ذلك رفعت كفيها إلى السماء وقرأت الفاتحة على روح المرحومة!
بعدها أنهيت المكالمة؛ أغلقت في وجهه الخط دون أن أقول له: مع السلامة!
منقولة