هذه قصة واقعية دارت أحداثها مع أحد الأصدقاءالذي كان يعتقد أن الشيخ أبا خاسر (كما أسماه)شيخ حقيقي ولكن الطامة تقع؟؟!! اقرأهذه السطور واحكم بنفسك ثم أعطيني رأيك...(القصة بعنوان الشيخ المنافق)
هذا عصر الفتنة العظيمة الذي نعيشه ، وقد أصبح المحافظ على دينه كالقابض على الجمر ولكن ما الذي يدفعني لأقبض على الجمر ولمَ الصبر طالما بمقدوري أنْ أتقي هذه الفتنة0فما حرّم الله شيئا إلاّ وأحلّ شيئا آخر يقينا منه فقد حرّم الله الزنا وأحل الزواج كما أنّ الصبر مطلوب عندما تنفد الأسباب ويغدو نيل الحلال مستحيلا ومهما طغى الفساد وانتشر؛ فإنّ الدنيا لا تخلو من الصالحين ولعلي أجد لأمري مخرجا عند الشيخ أبو خاسر الذي أحسبه رجلاًًًًًً صالحاً
-أبو خاسر: أهلا بك يا علي،كيف حالك؟
-علي: الحمد لله على كل حال إنّ ذهني مشوش ولقد راودتني أفكار عديدة حتى أصبحت في حيرة من أمري
- أبو خاسر: خيراً خيراً؟؟
- علي: يا شيخ ما رأيك في زواج الشباب أثناء دراستهم الجامعية؟
- أبو خاسر: لها إيجابيات وسلبيات في نفس الوقت فربما ألهت الطالب عن دراسته وتسببت في تأخير تخرجه
- علي: أليست هذه الفتنة التي نعيشها هي السبب الرئيسي لضياع الشباب وفشلهم، والمهم في الأمر أنْ يحسن الشاب اختيار زوجته مما سيجنبه أي مشكلات في المستقبل وزواج زميلي محمد خير شاهد على ذلك، حيث أحسنَ اختيار زوجته وبفضل الله يعيش حياة سعيدة ؛ولكنّه كان محظوظا في ذلك لأن الطامة الكبرى هي امتناع أغلب الآباء عن تزويج بناتهم اللواتي يدرسن
- أبو خاسر: إن كنت تلمّح لي بتزويج ابنتي إليك قبل إنهاء دراستها فهذا مستحيل ،لأن الزواج سيعرقل دراستها وأنت تعلم ظروف الحمل و الولادة ومدى تأثيرها على دراسة الفتاة وبصراحة لا حياء في الدين فأنا أرضى بأن تصبح زوجا لابنتي بعد أن تنهي دراستها
- علي: قال رسول الله (ص) ((يا معشر الشباب من استطاع منكم الباءة فليتزوج)) ولم يقل فلينتظر حتى ينهي دراسته وطاعة الله وتطبيق سنة رسوله هما مصدر الطمأنينة والسعادة ومن المستحيل أن تؤدي الطاعة إلى المشكلات ،فالله سبحانه وتعالى يقول ((ومن يتق الله يجعل له مخرجاً ويرزقه من حيث لا يحتسب)) وبالنسبة لي فأنا أرغب بالزواج كي أصبح قادراً على غضّ البصر عن المنكرات في هذا الزمن الحافل بالفتن
- أبو خاسر: يا علي كلّنا نخطئ ومنْ منّا يستطيع أن يغض بصره بشكل كامل
- علي (في نفسه): الله أكبر!!!!! إنه يختلق أعذاراً للمعصية أمَا قال رسول الله (ص): ((النظرة سهم مسموم من سهام إبليس)) إنّ النظر إلى المنكرات سمّ زعاف يفتك بصاحبه؛ وأبو خاسر يبرر ذلك كالذي يبرر للمدخن التدخين مدعياً بأنه يزيل الهم وهو السم بعينه
- أبو خاسر: .......عليك يا علي بالصبر فمن يصبر يظفر بما يريد
- علي: وأنا أريد طاعة الله والالتزام بسنة رسوله
وبعد هذه الزيارة زاد اضطرابي وحيرتي ومما أثلج صدري قدوم صديقي أحمد لزيارتي0 فأخبرته عن لقائي بأبي خاسر وما دار بيننا من حوار.......
- أحمد: قال رسول الله (ص) ((إذا جاءكم من ترضون دينه وخلقه فزوجوه )) فالأمر بتزويج البنت لحسن الخلق والدين واضح وضوح الشمس في كبد السماء
- علي: لقد ظننت أنّ أبا خاسر أشدّ الناس التزاماً بتطبيق السنة فذات يوم وبينما كان يتكلم عن حنين الجذع لرسول الله (ص) أخذ يبكي على مرأىً من الناس ومن ذلك اليوم حسبته العم المناسب لي إنْ بكى لذكر رسول الله فماذا سيحدث له لو قرأ صفحة من القرآن
- أحمد: إن الإقتداء بالسنة لا يتم بالبكاء ولكنْ بالأفعال وما ادعاء تدريس ابنته إلا ذريعة كاذبة فهو لا يريد أن يصدك بالكامل وإنما يريد أن يحتفظ بك كعريس احتياطي لابنته حتى إذا تقدم لزواجها من هو أيسر منك حالا رضي به,وإذا لم يتقدم أحد رضي بك بعد انقطاع الأسباب(الخاطبين) والرجل الصالح ذو مبدأ فإما أن يوافق على الخاطب أو يرفضه ولكنّ أبا خاسر صاحب كلمة نعم ولا في نفس الوقت، لا يصلح أن يكون عماً لك
وكشفت الأيام كذب أبي خاسر فبعد مرور شهرين على لقائي به تحقق كلام صاحبي أحمد فقد خطّب أبو خاسر ابنته إلى طبيب متناسياً أنه يريد أن يدرّسها وأنّ الزواج يقضي على مستقبل البنت كما كان يزعم وأمّا بالنسبة لي فلمْ أخسر شيئاَ إلا أنّ أبا خاسر سيخسر شفاعة رسول الله (ص) بسبب إعراضه عن سنته (ص)
- يا من تدعي حبَّ الرسول الأكرمِ إنّ المحبة بالأفعال لا بالأدمعِ
- قد جئتك راجياً تطبيق سنَّة محمدِ فأعرضت عني بتكبر وترفعِ
- أتعرض عن سنة الرسول وتدعي صلاحاً وتقىً على كلِّ مسمعٍ
- رسول الله فداك روحي وأمي وأبي رجائي فيك ألا تشفع لكل مدعي
مع تحيات اختكم اسماء